رائحة حلحلة في لبنان تفوح من طاولة العراق التفاوضية
تؤكد كل التصريحات السياسية الصادرة عن المسؤولين اللبنانيين مؤخراً أن الأزمة الحكومية لا تزال على حالها لأسباب كثيرة، منها خارجية ومنها داخلية، وبالتالي من الصعب التكهن بمصير الحكومة دون التوصل إلى حلول وسط لكل العقبات، فلا حل العراقيل الداخلية لوحده ينفع، ولا الحل الخارجي ينفع.
رغم كل الدعم الخارجي لتشكيل حكومة، لا تزال المملكة العربية السعودية من الدول الرافضة لمساعدة لبنان قبل “الحكم” على شكل الحكومة المقبلة، وهذه المسألة، بحسب مصادر سياسية مطّلعة، هي أزمة بحدّ ذاتها، كون رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لا يبدو مستعداً للخوض بمغامرة من هذا النوع، وهو يسعى لتأمين الدعم السعودي لحكومته قبل ولادتها.
تُشير المصادر إلى أن الكلام عن “ثقة السعودية” بالحريري، لا يعدو كونه كلاماً تحليلياً، مشددة على أن السعودية لا تتعاطى مع المسألة على أساس الشخص، بل السياسة، وهي أبلغت مراراً كل من يسألها أنها ستحكم على الحكومة بعد تشكيلها، وهي لا تزال على نفس الموقف.
الملف اللبناني على طاولة التفاوض
منذ بداية الأزمة التي نعيشها في لبنان على مختلف الصعد، ربط المسؤولون مصير البلد بكل ملفات المنطقة، فبات من الصعب جدّاً التحرك بشكل منفرد، حتى ضمن هامش بسيط، وبتنا بحاجة إلى تدخل كل “الأمم” لتقريب وجهات النظر الداخلية.
حاولت فرنسا لعب دورها في هذا الإطار ولكنها لم تنجح بعد في تحقيق أي تقدم يُذكر، كذلك حاولت مصر، وتحاول روسيا اليوم، ولكن العارفين بشؤون المنطقة يؤكدون أن الحل الخارجي لن يأتي سوى من “إيران” و”السعودية”.
تكشف المصادر أن بوادر الحل بدأت بالظهور، فمع بدء المحادثات الإيرانية – السعودية في العراق، برعاية عراقية وإماراتية، يمكن القول أن الإحتمالات بشأن تحسّن الأوضاع السياسية في لبنان باتت مقبولة، ولو أن الملف اللبناني لا يشكّل اولوية طاولة البحث، والإيجابية هي بتشاور الطرفين، وهو إنجاز يجب أن يُستكمل.
وتضيف المصادر عبر “أحوال”: “يشكّل الملف اليمني أولوية المتفاوضين ولكن الملف اللبناني لن يكون بعيداً عن الملف اليمني، خصوصاً أن هناك من ربط منذ بداية العام الجاري المسألة اليمنية بالملف اللبناني، على اعتبار أن إيران متواجدة في الملفين، والسعودية أيضاً”، مشيرة إلى أن الترابط ظهر في اللقاء الاخير بين الطرفين بداية شهر نيسان الجاري عندما طلبت إيران من السعودية “إظهار ليونة” سياسية في لبنان.
هل الحلّ قريب؟
لا يشغل بال السعوديين حالياً سوى الهجمات على المنشأت النفطية، وتؤكد المصادر أن السعوديين يريدون من إيران ممارسة نفوذها في اليمن لوقف الهجمات، والمفاجأة كانت بطلب الإيرانيين من السعوديين فعل نفس الشيء في لبنان لتسهيل ولادة الحكومة، مشيرة إلى أن النتائج قد تظهر في أيار في حال كان اللقاء المقبل بين الطرفين الأسبوع المقبل إيجابياً.
رغم أهمية ما تقدّم، تؤكد المصادر أن الحلول بحال تم الإتفاق عليها لن تكون سحرية، فالمفاوضات الإيرانية السعودية هي جزء من صورة أكبر وأوسع، تبدأ من اليمن، وتمر بلبنان والعراق وسوريا وتركيا، وتصل إلى حدود الإتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1.